For Ever
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

For Ever

الصداقة والتعارف
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من أجل عينية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
dibowolf

dibowolf


ذكر
عدد الرسائل : 72
العمر : 38
العمل/الترفيه : أخصائى اجتماعى
المزاج : شوية مجنون على شوية عاقل ممكن تقولو ( متقلب )
الجنسية : من أجل عينية Male_m11
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

من أجل عينية Empty
مُساهمةموضوع: من أجل عينية   من أجل عينية Icon_minitimeالجمعة مايو 30, 2008 10:33 pm



أسرجها السرج وأوثقه على ظهرها، تأكد من تثبيته بقوة وبدأ بتلقيمها اللجام. ربت على ظهرها بزهو، ومسح على شعرها الأسود بحنو بالغ، رفع خصلات غرتها من فوق جبينها المحجل، أطال النظر إلى عينيها السوداوين الواسعتين ابتسم لها ابتسامه عريضة وأقنع نفسه وقلبه بأنها تبادله الابتسام والحب!

أمسك لجامها يجرها إلى جانبه بمودة ويطعمها السكر من يديه الحانيتين، هي فرسه المفضلة، أصيله ولدت تحت ناظريه وترعرعت من يديه ومن بين الخيل الكثيرة التي يعج بها اصطبله كانت الأقرب إلى قلبه، لجمالها ربما، لذكائها، لسرعتها، لحيائها، أو لعله لكل ذلك معا أصبحت الفرس الأثيرة لديه، تمشي إلى جانبه مطأطئة الرأس، لا ترفع ناظريها إليه إلا خطفا ولا تعصي له أمرا.

لم تكد تبلغ سن الشباب حتى بدأت بالتسابق، تباهى أمام الجميع بتفوقها على خيلهم في الركض السريع وعزى ذلك إلى مهارته في تدريبها، إلى توفير المناخ الصحي لها، إلى تنظيمه لوقتها ورياضتها وإلى طاعتها وتنفيذها جميع أوامره وإرشاداته لا لشيء إلا لحبها له فهو فقط صانع انتصاراتها ولولاه لم تكن لتصبح هي .

توالت انتصاراتها، لم تكن تسابق حصانا إلا سبقته. لم تعد تخشى المنافسة ولم يعد لديه أدنى شك في حبها له وإصرارها على إحراز الفوز من أجله، مازال يمسح خصلات شعرها الفاحم بكفيه ويمسك وجهها بين يديه، يطيل النظر إلى عينيها الواسعتين تخفضها حياء كلما رنا إليها ظنا منه إنها تخفي حبها عن عينيه.

لم يسأل نفسه يوما لماذا تبذل فرسه السمراء كل هذا الجهد، لماذا تجري وتقفز وتثبت وتصهل طلبا للفوز في كل سباق! لماذا تسابق الريح وتطير كالريش باذلة كل طاقتها كي لايسبقها أحد ولا يقترب من ظلها أبدا؟

أقنع نفسه بحبها له فهي تفعل ذلك من أجل عينيه. أليس هو سيدها! أليس هو من ولدت على يديه! فلا عجب أن تجري لأجله، أن تسابق لأجله، وأن تهدي فوزها دائما لجمال عينيه.
إلى أن حل السباق الكبير ووقف الجميع مشدودي الأنظار يتابعون بأنفاس مضطربة سباق الفرسان فوق خيولهم.

لا يدري لماذا أحس لأول مرة وهو يمتطي ظهرها أنها غير راغبة قي ذلك، رفعت قائمتيها الأماميتين في الهواء، استكانت، ثم بدأ السباق .

عاوده نفس الإحساس من جديد، إنها تجري بكل قوة، تضرب بحوافرها الأرض تسابق الريح، لكن خبرته بطبائعها وسلوكها توعز إليه أنها تفعل ذلك دون أمر منه، أنها تجري بإرادتها وتسابق بإرادتها وليس بأمره.

عض على شفتيه حتى أدماهما وهو يشعر بها تكاد تسقطه من على ظهرها لا يريد أن يقولها لنفسه :
- لعلها تفعل ذلك ليس حبا لـــــه ؟
قبل أن يتأكد من ظنه وقبل خطوات من فوزها ووصولها قبل الجميع إلى خط النهاية تأكد حدســه فقد صهلت صهيلاَ عالياَ حزيناَ كأنها تودع حبه أو لعلها تودع حبهـــا.

قذفت به بعيداَ بعيداَ ، رفعت رأسها عالياَ، نفضت خصلات شعرها الأسود الفاحم، رفعت قائمتيها في الهواء سعيدة تثبت فوق خط النهاية وحيدة بعد أن سبقت الجميع دون فارس يمتطيها ويلجمها، ويعزو فوزها إلى قوته وإرادته، بل ستفوز لأنها هي صانعة الفوز.
وسط الهتاف والتشجيع وأكاليل الزهور نظرت إليه من بعيد ملقى على الأرض، لم تخفض عينيها، رنت إليه طويلا، ترقرقت دمعتان حارتان في العينيين السوداوين الواسعتين، مهما كان سبب طاعتها قديما، حبا، أو طاعــة عمياء فلن يعود كذلك بعد اليوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://forever.highforum.net
 
من أجل عينية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
For Ever :: الفئة الأولى :: منتدى الشعر :: قصة قصيرة-
انتقل الى: