يومٌ خريفي
غيماتٌ رمادية عادت بعد طول غياب، مشتاقة، تعانق بعضها بعضا، وتتسلل من بينها خيوط الشمس الذهبية، لتنير درب طيورٍ، حان وقت وداعها، هاجرةً سماءنا الرمادية، لتعطينا موعد للقاءها في فجر يومٍ دافئٍ، وأشجارٌ تحتضر، تودع أطفالها ورقةً تلو أخرى، واحدةٌ تسافر مع النسيم البارد الى المجهول، وأخرى تصبح أشلاء وتدفن في التراب، لتنمو وتكبر.. سمعت العديد ينعته بالكئيب، لا، ليس بكئيب،هو مسرحية تترجم الحياة، فسماؤه مشاكلنا، وتلك الخيوط الذهبية هي الأمل الذي ينبعث من بين الرماد، وتلك الطيور هم الأوفياء، يغادروننا لكنهم سيعودون، وهذه الشجرة هي الإنسان، صلب متين، يعطي الحياة لأبناءه، يغذيهم، منهم من يرحل بعيدا في الحياة، منهم من يغادر ليبني حياةً جديدة بالقرب منه، وآخرون يكون مصيرهم، كما الجميع، في التراب..هو نهاية رحلة، وانطلاقة أخرى، الى حياةٍ جديدة مفعمة بالحياة.. هو الموت لكن لولا الموت ما عرفنا قيمة الحياة، وما قيمة الربيع دون خريف؟!